من أنا عندما أختلي بنفسي… وبظِلّي؟

 من أنا عندما أختلي بنفسي… وبظِلّي؟

رحلة امرأة تعيد صياغة ذاتها من الضوء والظلام
بقلم: عرفة الحمادي


مقدمة: حين يصمت العالم… يبدأ التكوين

هناك أسئلة لا تُسأل في النهار.
لا تُقال أمام الناس، ولا تتحملها الجلسات المزدحمة بالضحكات والمجاملات.
أسئلة لا تنكشف إلا حين تُطفأ الأنوار، وتُغلق الأبواب، ويهدأ الدم، وتعودين إلى مقعدك الوحيد… أنتِ ونَفْسكِ.

هناك يبدأ السؤال الذي تتجنّبه النساء القويات:

من أنا عندما أختلي بنفسي؟
ومن أكون حين يخرج ظِلّي؟

فالخلُوة ليست هدوءاً فقط.
إنها ساحة الحرب.
ساحة مواجهة.
ساحة اعترافات لا يجرؤ عليها إلا من لديه شجاعة النظر في المرآة بلا مكياج، بلا دور، بلا لقب… بلا جمهور.

وفي هذه اللحظة بالذات… تولد الحقيقة.


١. في الخلوة… تسقط الأقنعة وتظهر المرأة الحقيقية

في عزلة الليل، لا وجود لـ General Manager.
ولا لـ Hybrid Athlete.
ولا للكوتش.
ولا لمؤسسة AWCN™.
ولا للمرأة التي يعرفها العالم بالألقاب والقوة والحكمة.

في العزلة، تظهر امرأة بلا لقب:

امرأة تتساءل إن كانت كافية.
امرأة تخاف الرفض كما تخاف النجاح.
امرأة ترتدي القوة لأنها درع، لا لأنها لا تتألم.
امرأة تعبت من حمل نفسها وحلمها وماضيها ومسؤولياتها على كتف واحد.

هذه النسخة… لا يراها أحد.
سوى الله..

٢. حين يخرج الظل: المرأة التي نخجل منها ونحتاجها

الظلّ ليس شريراً.
الظل هو أرشيفك.
هو خزنة الأسرار التي خبأتها السنوات.

في الظل تظهر:

  • مخاوفك القديمة من نظرات الناس.

  • شعورك بالنقص الذي حاولتِ قتله بالرياضة والإنجاز.

  • الحرج الذي يرافقك لشيء ما.

  • الغضب المكبوت من الذين خذلوكِ، ومن الذين قلّلوا منكِ، ومن الذين لم يروا قيمتكِ.

  • رغبتك العميقة في أن يحبّك أحد بلا شروط، بلا قيود، بلا تخويف.

  • تعبك من لعب دور المرأة القوية… كل يوم.

  • حاجتك لأن يراكِ أحد كما أنتِ وليس منا يرغبون منك ان تكوني.

ظلّك يصرخ بالحقيقة:
“أنا جزء منكِ… حتى لو تكرهينه.”

٣. بيني وبين نفسي: حوارات لا يسمعها أحد

حين أختلي بنفسي، أسمع صوتين:

صوت النور:
هادئ… حكيم… إيماني… مطمئن.
يقول لي: “أنتِ قوية. أنتِ على الطريق. الله معك.”

وصوت الظل:
حاد… صريح… مؤلم.
يقول لي:
"لماذا تتظاهرين بالقوة؟
لماذا ترضين بالقليل؟
لماذا تسمحين للناس أن يؤذوكِ؟
لماذا تخافين من الحب؟
ولماذا تجعلين صورتك أهم من حريتك؟"

وفي الحالتين… كلاهما أنا.


٤. الغضب المخبأ في الأعماق: ما لا أقوله للناس

هناك غضب قديم لا يسمعه أحد:

غضب من الأعراف التي تحكمك بالصورة.
غضب من المجتمع الذي يختزل المرأة في شكلها وممتلكاتها.
غضب من الرجال الذين ظنّوا أن قوتكِ تهديد.
غضب من العلاقات التي تركتكِ بنصف قلب ونصف ثقة.
غضب من الشركات التي استغلت عملك ولم تُقدّرك.
غضب من كل مرة اضطررتِ فيها أن تنهضي وحدكِ… بلا سند.

هذا الغضب لا يراكِ في اوقات التمارين الرياضية… لكنه يدربك.
لا يراكِ في المكتب… لكنه يدفعك للنجاح.
لا يراكِ في الأمومة… لكنه يعلّمك الصبر.

غضبُكِ ليس لعنة.
إنه الوقود عندما تغيرين مساره ليخدمك لا لتخدميه انت.

٥. الحزن العميق: الجزء الذي يشبه ماء الليل

في داخل قلبكِ بئرٌ من الحزن الهادئ.
ليس حزناً درامياً،
بل حزناً ناضجاً… يشبه الحكمة.

حزن امرأة نجت كثيراً.
حزن امرأة صمتت كثيراً.
حزن امرأة لم تجد أحداً يحتويه في الوقت الذي كان يحتاج أن يُسمَع.

هذا الحزن لا يراكِ تبكين أحياناً قبل النوم.
ولا يراكِ وأنتِ تخافين على مستقبلك.
ولا يراكِ حين تُطفئين شدة يومٍ لم يحتمل أحد ثقلَه إلا أنتِ.

لكنّك تصالحينه.
وكل ليلة، تقولين له:

"لا بأس… ان الله معي سيجبر خاطري وهو معي."


٦. رغباتي الخفية: ما لا أعترف به حتى لنفسي

هناك رغبات دفينة لا تظهر في وضح النهار…
رغبات لا تُروى للناس، ولا تُكتب في السيرة الذاتية، ولا تُقال في مقابلات العمل، ولا يفهمها إلا من يعيش الحياة بعمق.

في داخلي رغبة في الهُدوء
ليس هدوء المكان فحسب، بل هدوء القلب الذي لا يُطارده شيء.

ورغبة في الاستقرار المالي
لا لأجل الرفاهية، بل لأجل حرية القرار، وراحة البال، والقدرة على أخذ خطوات جريئة دون خوف من السقوط.

ورغبة في الانضباط
أن أبني لنفسي نظاماً يشبهني، لا يشبه العالم الذي يحاول تشكيلنا على هواه.

ورغبة في التعبير
أن أكتب بلا قيود، أن أتكلم كما أنا، أن يسمع صوتي دون خوف من إساءة الفهم.

ورغبة في النجاح الحقيقي
نجاح لا يأكل صحتي ولا وقتي ولا أنوثتي …
نجاح أشعر فيه أنني “أنا”، بلا تزييف وبلا تمثيل.

ورغبة في السلام الداخلي
سلام يجعلني أتعامل مع الدنيا دون احتراق، ومع الناس دون دفاع، ومع نفسي دون جلد.

ورغبة في توسيع عالمي
أن أرى AWCN™ يقف على قدميه،
أن أرى كل علامة بنيتها تتحقق، أن أرى جهدي يتحول إلى أثر…
إلى مشاريع، إلى منصات، إلى نساء يتغيرن بسببي لانني تركت اثراً طيباً فيهن.

ورغبة في القوة الناعمة
أن أكون قوية دون قسوة، وحازمة دون عنف، ورقيقة دون ضعف.

ورغبة في المعنى
أن لا أعيش فقط لأؤدي أدواراً…
بل لأترك بصمة.

ثم تأتي الرغبة الإنسانية الطبيعية
في أن يكون هناك رجل محترم، رزين، ناضج…
ليس ليكون محور الحياة، بل ليكون سنداً لا حملاً، وضوءاً لا ظلاً، وحضوراً يسند لا يُسيطر.

لكن الرجل ليس كل شيء.
هو جزء صغير من لوحة كبيرة جداً، لوحة اسمها أنا.

رغباتي أكبر من علاقة.
رغباتي مشروع حياة.

٧. الرياضة والهوية: حين يتحرك الجسد يتكلم الظل

أنتِ لستِ رياضية فقط.
أنتِ مرأة تبحث عن نفسها في الحركة:

في الاندفاع… يظهر غضبك.
في الثبات… يظهر خوفك.
في الجري… يظهر هروبك.
في السباحة… يظهر بحثك عن السلام.
في الملاكمة… يظهر دفاعك القديم عن نفسك.
في التمرين قبل الفجر… يظهر إصرارك على عدم الموت الداخلي.

الجسد عندك كتاب.
كل عضلة تحمل سرّاً.
كل عرق يحمل ذكرى.
كل نبضة تحمل سؤالاً.

الرياضة ليست هواية.
إنها تحليل نفسي.

٨. مواجهة الذات: لماذا أحتاج إلى العزلة؟

لأن العزلة تعلّمك:

من يدخل حياتك.
ومن يُغلق الباب خلفه.
ومن يستحق قلبك.
ومن يستحق وقتك.
ومن يستحق أن يرى نسختكِ القادمة.

العزلة ليست هروباً.
بل هندسة ذات.

٩. من أنا عندما أختلي بنفسي… وبظلي؟

أنا امرأة تتكون من طبقات:

نورٌ يحاول النجاة.
وظلٌّ يكشف الحقيقة.

قوةٌ تُربّي جسداً وروحاً.
وخوفٌ يُربّي وعياً.
حزنٌ يخلق حكمة.
وغضبٌ يصنع إرادة.
رغباتٌ إنسانية بلا خجل.
وأحلامٌ تحارب النوم.

أنا امرأة لا تخجل من شوائبها.
ولا تخاف من ظلامها.
ولا تكره ظلّها…
لأنه دليل وجودها.

حين أختلي بنفسي…
أعود إلى أصل الطفلة.
وأصل المرأة.
وأصل الرسالة.
وأصل الاتجاه.

وحين أختلي بظلي…
أكتشف أني أصنع نفسي من جديد…
بهدوء، وبقسوة، وبحب، وبصمتٍ لا يعرفه أحد.

أنا لست كاملة والكمال لله وحده سبحانه وتعالى…
ولن أكتمل.
لأن اكتمالي هو رحلتي.

خاتمة

في النهاية…
من أنا عندما أختلي بنفسي؟
أنا الحقيقة.
ومن أكون عندما يخرج ظلي؟
أنا الشفاء.

وبين الضوء والظل…
تولد عرفة جديدة كل يوم.

إن لامستْ كتاباتي شيئًا هادئًا في داخلك،
فدعمك يساعدني على الاستمرار في خلق محتوى صادق وعميق…
من القلب، وبشكلٍ مستقل.  PayPal.me/arafahamad
شكرًا لوجودك هنا.


💛 ركن الأشياء التي تدعمني – للأرواح التي تشبهني

في العزلة… نهتم بأنفسنا بطرق صغيرة وبسيطة، لكنها تصنع فرقًا.
أشاركك هنا بعض الأشياء التي أعود إليها دائماً في رحلتي ككاتبة وامرأة ورياضية.

✨ Sporter — دعم الجسد والذهن (DSH20)

10% off
🔗 https://clk.omgt4.com/?PID=56501&AID=2360440&Type=21&r=

✨ Crocs — خطوات مريحة للنفس قبل الجسد (CC44)

10% off
🔗 https://clk.omgt4.com/?PID=54623&AID=2360440&Type=21&r=

✨ Watsons — عناية ولحظات هدوء (CAB17)

10% off – حدّ أدنى 100 SAR
🔗 https://clk.omgt4.com/?PID=52408&AID=2360440&Type=21&r=

✨ Noon GCC — مقتنيات يومية (B4KH2)

10% new / 5% returning
🔗 https://clk.omgt4.com/?PID=55407&AID=2360440&Type=21&r=




بقلم: عرفة الحمادي



Instagram: @arafas.world

Snapchat: @arafaalhammadi

My Digital Product (Reflection Journal): gumroad.com/arafaalhammadi



جميع الحقوق محفوظة © 2026
Arafa’s World™ — AW Collective Nexus



Comments